Wednesday, 1 August 2012

مثل غراب البين .. ضيّع المشيتين

هاي! باي! واتس اب! وغيرها الكثير الكثير من كلمات حلت مكان نظيراتها العربية وأصبحت تأخذ حيزا لا يستهان به من اي حوار.  تتفاوت نسبة استعمال هذه المصطلحات بتغير المكان والزمان، ولكن من الملاحظ ان استعمالها يزيد في اي حوار بنكهة الاعجاب بين شاب وشابة  او في مجال العمل او اي موقف يستلزم نوع من انواع نفش الريش.

واضافة الى الكلام، احتلت اللغة الانجليزية بصورة اكثر شراسة مجال التراسل الالكتروني بشتى انواعه، سألت الكثير عن السبب  فردوا بإجابات مضحكة، أذكر منها: "الانجليزي أسهل في التعبير"، أو "ما بعرف أكتب بالعربي"! محزن هو الحال الذي وصلنا اليه، يذكرني دوما بقصة طريفة معبرة احبها جدا: قصة الغراب والعصفور: 

"أنّ الغراب - في غابر الأ زمان – كان يسير كما تسير بقية الحيوانات ، بخطوات لطيفة ، مليحة . فكان ينقل رجليه الواحدة بعد الأخرى بحركات رشيقة تحسده عليها بقية الطيور . وفي ذات يوم ، بينما كان الغراب يسير في الغابة ، صادف العصفور أمامه . فرآه يمشي بقفزات سريعة ، متوالية ، رشيقة ، فأعجبه ذلك . وأحب أن يقلّد العصفور في مشيته . فبدأ يقفز في مشيه قفزات سريعة مثل قفزات العصفور ، فلم يفلح بالمشي مثله لثقل جسمه ، وكبر رجليه . ثم حاول ذلك أياما طويلة فلم يقدر على ذلك . فخاب أمله ، ورأى أن يعود إلى مشيته الأولى ، فوجد أنه قد نسيها ، وأنّ قدميه قد تعودّتا على القفز ، ونسيا المشي بخطوات متوالية ، كما كانتا تفعلان آنفا . فبقي الغراب يمشي مشية لا هي مشية العصفور ، ولا هي مشية الغراب ، وإنما صار يقفز قفزات قبيحة مضحكة . فعلم الناس بذلك ، فضحكوا من فعل الغراب ، ومن قلة عقله "

وهنا لا يسعني الا ان اترككم مع اغنية لبنانية خفيفة ومعبرة: "هاي كيفك سافا"

Sunday, 15 July 2012

اغاني وطنية من سوق البالة




أثناء تصفحي لموقع يوتيوب وجدت أغنية عراقية مشابهة بشكل كبير في لازمتها لأغينة الفنان متعب الصقار "نحبك والله نحبك".  هذا التشابه لا يمكن أن يحدث بمحض الصدفة، وله باعتقادي ثلاث اسباب لا رابع لها:

أولا: وصول حالة التواصل الفكري أو ما يسمى ب"النيرفانا" بين الكاتب والملحن الأرنيين ونظيريهما العراقيين، لكي نرى هذا التشابه الكبير في ما توصلا إليه من إبداع.

ثانيا: قيام منتجي الأغنية بشرائها على أنها أغنية جديدة من أصحاب الأغنية الاصليين، وهم في الغالب عراقيين. لكن هذا برأيي عيب: ألا يوجد في الأردن فنان يحب الوطن ليكتب أغنية يعبر فيها عن مشاعر حقيقية نابعة من القلب للأردن، بدلا من شراء كلمات ولحن كتبا في مدح شخص اخر؟ لماذا نشتري أغنية عن الأردن من غير أردني؟ ولو افترضنا حسن نية من اشترى هذه الاغنية: ألم يبحث عن أصل هذه الأغنية؟ أم أن صاحب القرار بشراء الأغنية اشتراها من مال غيره، أو مال عام مثلا؟؟


ثالثا: قيام منتجي الأغنية الاردنية باستعمال اللحن والكلمات العراقية بدون استئذان، أي بمعنى اخر سرقة. وهذا فضيحة من العيار الثقيل! 

وكون أولا "تخينة شوي" او بالأحرى "طشي"، يتبقى لنا ثانيا وثالثا، وكلاهما محزنتين مخزيتين.  أقول لكل مغنيي الاغاني "الوطنية" التي زادت بطريقة مؤذية في السنوات الاخيرة: حب الوطن ليس اغنية، وليس سحجة أو دحية للملك، حب الوطن انتماء صادق وعمل دؤوب وتفاني وتضحية

اردننا أثمن وأغلى من ان نهديه اغنية "حصلنا" عليها من سوق البالة.

Sunday, 8 July 2012

سعادة النائب محمد الشوابكة، هل سيسامحك الوطن؟


 
تم نشر هذا المقال في موقع خبرني


طفا على السطح في الاونة الاخيرة ممارسات غير حضارية، بدرت من اناس يفترض بهم ان يكونوا قدوة لوطن بأكمله. فرأينا النائب يحيى السعود يهاجم لفظيا وجسديا زميله النائب جميل النمري، وفي اليوم التالي حينما ظننا ان فورة الغضب قد خمدت ليمسك العقل بزمام الامور، يأتي ليرميه بحذاءه تحت عدسات المصورين وامام اعين زملاءه.  ولم يتوقف العنف البرلماني عند هذا الحد، فقد شاهدنا ايضا وعلى الهواء مباشرة النائب محمد الشوابكة يصوب حذاءه بكل قوة على محدثه النائب السابق منصور مراد ومن ثم يسحب مسدسه ويتهجم عليه في مشهد مؤسف للغاية.

ملئ خبر اعتداء النائب الشوابكة صفحات المواقع العربية والعالمية، وحتى لحظة كتابة هذا المقال كانت لقطة اعتداء الشوابكة على مراد -مع حفظ الالقاب- تنتشر في المواقع انتشار النار في الهشيم، فالمقطع المعروض على اليوتيوب حصل في ظرف يومين على ما يزيد عن ربع مليون مشاهدة، وكما يقولون: "الحبل على الجرار"،وسيبقى هذا المقطع ليشوه سمعة الاردن والاردنيين يوما بعد يوم.

بعد التفجيرات نيويورك الارهابية عام 2001، تلطخت صورة كل العرب والمسلمين بدماء الابرياء الذين قضوا في ذلك اليوم وعانى الكثير من ابناء الوطن في غربتهم تداعيات هذه الحدث، فتنبهت جلالة الملكة رانيا لهذا وبدأت منذ فترة ليست بالقصيرة حملة لتحسين صورة الانسان الاردني خصوصا والعربي عموما وازالة القوالب النمطية التي التصقت به.  فأنشأت قناة على اليوتيوب لهذا الهدف وقامت بمجهود كبير لاقى نجاحا لا بأس به حول العالم. ومما لا شك فيه انها ومن خلال مجهودها الحثيث ابرزت صورة الاردن الحضاري المتمدن والانسان الاردني المتعلم المنفتح الراقي.  ولكن سعادة النائب محمد الشوابكة لم يأبه لكل هذا المجهود وأبى الا ان يشوه صورة الاردن والاردنيين بتصرف يندى له جبين كل غيور على مصلحة وسمعة هذا الوطن.

سعادة النائب محمد الشوابكة: الاردن بأسره تضرر وسيتضرر من تصرفكم المتسرع، وها نحن بانتظار نتائج الدعوى القضائية المقامة ضدكم، وكلنا ثقة بالقضاء الاردني النزيه وأمل بمجلس النواب ان يتخذوا القرارات الصائبة التي من شأنها أن تعيد الحق لكل الاردنيين، وتصلح جزءاً ولو بسيطاً من الضرر الحاصل.







Monday, 25 June 2012

كي لا ننسى امانة عمان 2






في امانة عمان، اذا لم يكن لك ظهر يساعدك في الحصول على مكافئات وزيادات وما الى هنالك من امتيازات، تستطيع بكل بساطة ان تزور، وعلى حد متابعتي المتواضعة انه لن تتحمل اي مسؤولية قانونية لانه ولغاية الساعة لم اسمع عن مسؤول او "قطروز" في الامانة دخل السجن.

المهم انه وكما ورد في تقرير ديوان المحاسبة، تم في الامانة تزوير ٨٠ معاملة بتوقيعات منها: توقيع امين عمان، ونائب امين عمان، ومدير المدينة، والختم الخاص بالسيد مدير الموارد البشرية، وتشمل هذه التزويرات ما يلي:

٢٤ معاملة زيادة راتب

٢٣ معاملة تحويل وظائف
٢ معاملة انتداب
٣١ معاملة صرف مكافأة مالية
وبلغ الاثر المالي المترتب على هذه المعاملات ٢٨٨٤٥ دينار.

هل  اصبح التزوير شيء عادي في امانة عمان، لدرجة ان عشرات من موظفي الامانة استطاعوا تزوير وثائق رسمية لللحصول على مكاسب شخصية؟ او ان هناك تنظيم اجرامي مسؤول عن هذه الحالات يتقاضى اجور او نسب من المكاسب المتحققة؟ الوضع مأساوي في كلتا الحالتين. الحالات المذكورة ما هي الا ما استطاع ديوان المحاسبة كشفه، ما خفي اعظم...

لغاية تاريخ كتابة تقرير ديوان المحاسبة لم يتم اتخاذ الاجراءات القانونية بحق المتسببين، ولم يتم حتى استرداد المبالغ المصروفة على القرارات المزورة اللهم ان امين عمان اوقف العمل بهذه القرارات، ولغاية لحظة كتابتي لهذا المقال لم اسمع او ارى او اقرأ اي خبر عن حبس اي من موظفين الامانة مع ان قانون العقوبات الاردني واضح فيما يتعلق بالتزوير حسب الماادة ٢٦٢والتي تنص على:
١- يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة خمس سنوات على الأقل الموظف الذي يرتكب تزويراً مادياً في أثناء قيامه
بالوظيفة ، إما باساءة استعمال إمضاء او ختم او بصمة أصبع او إجمالاً بتوقيعه امضاء مزوراً ، وإما بصنع صك او
مخطوط  وإما بما يرتكبه من حذف او إضافة تغيير في مضمون صك او مخطوط.
٢- لا تنقص العقوبة عن سبع سنوات اذا كان السند المزور من السندات التي يعمل بها الى ان يدعى تزويرها.
٣- تطبق أحكام هذه المادة في حال إتلاف السند إتلافا كلياً او جزئياً.
لماذا تتم الطبطبة على هكذا تصرفات، المبلغ الاجمالي المترتب على هذه التجاوزات ليس كبير، ولكننا نعيش في دولة قانون، ويجب تطبيق القانون، ليكون المخظئ عبرة لغيره، لما في ذلك من تقويم للمجتمع بأكمله.

ينتابنى شعور باليأس والقرف عندما ارى حجم التسيب والاهمال والترهل والحرمنة، الى متى؟ تردد كثيرا ان هناك زمرة صغيرة متنفذة فاسدة جشعة تنهب الاموال العامة، ولكن يبدو لي ان الفساد مستشري، كالسرطان تسلل بخبث في جسد الامة الهزيل ليزيده مرضأ وتعبأ وانهاكا. يا حسرتي...

Saturday, 23 June 2012

كي لا ننسى امانة عمان 1


جميع الشخصيات والاحداث الواردة في القصة ليست من نسج الخيال، واي تشابه بين احداث القصة والواقع مقصود 100%.



كان يا مكان، في قديم الزمان، كان هناك اربع اعضاء في مجلس امانة عمان يملأهم الطموح وحب التعلم لدرجة انهم، واقتداء بالحديث الشريف "اطلبو العلم ولو في الصين"، قرروا الذهاب لشيكاغو لحضور دورة عن العمل البلدي وخدمة المجتمع المحلي، بدون تلقي اي دعوة من المنظمين! بغض النظر عن الاختلافات الاقتصادية والجغرافية والديمغرافية بين عمان وشيكاغو اصروا على الذهاب... ذهبوا فقط حبا في العلم!

لم يتسنى للأعضاء الحصول على موافقة رئيس مجلس الوزراء كما ينص القانون، ولحبهم منقطع النظير للعلم والتعلم، قرروا التغاضي عن هذا الاجراء البيروقراطي،  وبالفعل قاموا بحجز تذاكر الطائرة والفنادق وتوجهوا الى شيكاغو.  ولحرص اعضاء المجلس الموقر على الاستفادة ونشر العلم قدر المستطاع، قرر عضوان دعوة زوجة احدهم وابن الاخر لحضور المؤتمر معهم، وعلى نفقة الامانة! يا الله ما هذا التفاني والاخلاص!!


ولطول مدة الرحلة من عمان الى شيكاغو، ورغبة من الاعضاء الموقرين ومرافقيهم بالاستفادة قدر المستطاع من محتويات الدورة، قرروا السفر على متن درجة رجال الاعمال، لنيل اكبر قدر من الراحة على متن الرحلة ليكونوا بكامل طاقتهم عند وصولهم لينهلوا من العلم والمعرفة ما استطاعوا!! كلفة الرحلة التي تحملتها امانة عمان بلغت 13085 دينار، لا تكاد تعني شيئا بالمقارنة بما سينهله اعضاء المجلس الموقر ومرافقيهم!

بعد نهاية الدورة اصر الاعضاء الافاضل تمضية وقت اطول في "مدينة الريح" لنيل المزيد من المعرفة، فمددوا اقامتهم 15 يوما, ولتجنب اضاعة الوقت في اخذ موافقة اخرى، قرر الاعضاء الافاضل تعديل الموافقة الاولى (غير الموقعة من رئيس الوزراء) واضافة 15 يوم على احد بنود الموافقة بعد توقيع الوثيقة.  ارجو عدم التسرع بوصف هذا العمل بالتزوير، هذا ما هو الا تفاني واخلاص وحرص على وقت الامانة وموظفيها. تكلفة اقامة الشلة في امريكا بلغت 9558 دينار، وهذه ايضا نقطة في بحر الخبرات المكتسبة في هذه الرحلة.

بعد عودة الاعضاء الافاضل، ويجوز لنا تسميتهم الان بالنوابغ او العلماء، بعد عودتهم من هذه الرحلة قررت الامانة صرف مكافأت لهم، لتعويضهم عن المجهود المضني في حواري شيكاغو بحثا عن العلم والمعرفة لخدمة وطنهم واهلهم، وكذلك كان، صرفت المكافأت بقيمة 9912 دينار. وعاش بعدها اعضاء المجلس ومرافقيهم حياة سعيدة مليئة بالحب والنجاح...  وتوته توته خلصت الحدوتة!!!

Wednesday, 20 June 2012

اعود او لا اعود


 تم نشر هذا المقال في موقع في المرصاد


منذ فترة سافرت الى اوروبا باحثا عن رزق شح في بلدي، وخبرة تميزني، وعلم يزيدني كفاءة ومقدرة لكي اصنع مستقبلاً مشرقاً لي ولمن احب.  ما زلت اذكر بوضوح اخر ليلة لي في بيتي في عمان، واذكر الطريق المؤلم الى المطار في صباح اليوم التالي حيث بكيت بحرقة وانهمرت دموعي بغزارة، شريط ذكرياتي مر في مخيلتي والحزن يخيم على كل ذرة فيّ.  ودعت اهلي في المطار، ومضيت في طريقي، تاركاً ورائي وطني واهلي واصدقائي، ومسلحاً بذكرياتي واملي في العودة يوما ما. مر الزمن بطيئا في البداية، ولكنه سرعان ما غافلني وانطلق بسرعة البرق لارى نفسي الان بعد خمس سنوات انسان بلا هدف، بلا وطن، بهوية مشوهة وقيم هجينة . اشعر بالحنين في غربتي وبالغربة في وطني. يراودني سؤال عسير ارقني، سؤال كم اتمنى اجد اجابته، سؤال وما اصعبه من سؤال: اعود او لا اعود؟


لماذا اعود يا هل ترى؟؟


أاعود لكي ارجع الى حياتي الماضية التي احن اليها في غربتي؟  ولكن هذه الحياة قد تلاشت... اصدقائي ترك جلهم الوطن، لنفس الاسباب التي تركته من اجلها: جميل ومأمون في الامارات، سائد وفيصل وصائب في امريكا فادي في المانيا ليث ورزق في كندا وغيرهم الكثير.  حتى من بقا منهم فهم غارقون في اعمالهم، يلهثون ليل نهار لتأمين لقمة عيشهم، ومن تسنح له فرصة السفر لا يفوتها وحين التقيهم، اعني من بقي منهم في الاردن، ارى في عيونهم هما، اظنهم لا يشعرون به، هما خبيثا تسلل الى حياتهم رويدا رويدا...


أاعود لكي انعم بالامن والامان في بلدي الذي طالما تغنينا به طيلة عقود مرت؟ ولكن هذه الميزة ايضا في طريقها للتلاشي... اقرأ وبشكل يومي اخبار الاردن، واصدم للكم الهائل من العنف الذي يمزق مجتمعنا، المشاجرات العشائرية اضحت جزئا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم تقف عند هذا الحد وحسب، بل تطورت الى مشاجرات مسلحة في داخل الجامعات، منبع بناة المستقبل، وصناع الحياة!! وللاسف وصل العنف الى البرلمان الذي من المفترض ان يجمع تحت قبته صفوة الصفوة، وخيرة رجالات البلد، فرأينا نائب اشبه بثور هائج - مع خالص اعتذاري للثور طبعا - ينطح بكل همجية وتخلف كل من يخالفه الراي. في كافة المجتمعات الجريمة موجودة، لكنها تكون في الغالب حالات فردية من اشخاص خارجين عن القانون مكانهم الطبيعي هو السجن، لكن العنف والخروج عن القانون في مجتمعنا اصبح ظاهرة، ايعقل ان يكون مكان المجتمع بأسره في السجن؟


أاعود لكي اعمل واكد واعرق في بلدي لاستفيد من خيراتها؟ ولكن خيرات بلدي الشحيحة اضحت فريسة لذئاب مترفة جشعة، التهمو بوحشية ما تبقى من قوت الشعب، ولسد الفراغ ترفع الحكومة تارة الضرائب، وتارة اخرى المحروقات والكهرباء والمواطن المسكين يدفع الثمن بلا كلل او ملل... التعليم والتامين الصحي والضمان الاجتماعي وغيرها من اساسيات الحياة اصبحت في وطني كماليات بينما هي حقوق مكتسبة في اي بلد يحترم مواطنيه.


أاعود لاعيش في الفضاء العربي الذي احن اليه كل صباح ومساء؟ ولكن الاردن الان ما هو الى بؤرة معزولة عن كل ما حولها! في اوروبا على سبيل المثال يستغل بعض المواطنين اي عطلة للسفر الى البلاد المجاورة، فيستأجرون "كرفان" ويسافرون بسيارتهم لقضاء اجازة لا تكلفه سوى ثمن الوقود، بدون ان يقفوا على اي نقط حدودية، وبدون ان ينتظروا في طوابير طويلة مرهقة لاستصدار التاشيرات.  اذكر درس الاجتماعيات في احد الصفوف الاولى حين كنا نحفظ: يحد الاردن من الشمال سوريا ومن الجنوب السعودية ومن الشرق العراق ومن الغرب فلسطين المحتلة، وحين افكر جليا في ذلك اصاب بالاحباط، فكل تلك الوجهات موصدة في وجه كل من يرغب بالترويح عن نفسه، الشعب بأكمله اسير في سجن كبير!

وبالرغم من كل ما تقدم، يخوض عقلي معركة خاسرة مع حنيني، عقلي ما زال صامدا لغاية الان، ولكن الى متى؟؟ احن الى كل شيء في بلدي، اشتاق الى موظف الجوازات في المطار، اشتاق الى مضيفين ومضيفات الملكية الاردنية -الاردنين منهم طبعا-، اشتاق الى لوحات المركبات وعليها اسم الاردن، اشتاق الى هواء بلدي، اشتاق الى رائحة الياسمين في الويبدة وجبل الحسين، اشتاق الى عبق الماضي في جبل عمان، والى البساطة والجمال في وسط البلد، اشتاق الى سائقي التاكسي وقصصهم التي لا تنتهي، اشتاق الى الفلافل والحمص والفول والشاورما، اشتاق الى صوت اذان المغرب ممزوجا بنسمة صيفية منعشة، اشتاق الى جمعة العائلة في ايام الثلوج حول المدفأة ورائحة الكستنا والخبز المحمص تملأ المكان، والقائمة تطول وتطول وتطول... ااعود او لا اعود.


My photo
بازل - سويسرا
اردني مغترب متزوج واعمل في مجال التكنولوجيا، اتابع اخبار الاردن يوميا، وفي صراع متواصل: اعود او لا اعود؟ اكتب لاردن افضل، اردن خالي من الفساد، اردن لكل الاردنيين